آللّهُمَ.صَلِ.ۈسَلّمْ ؏ـلۓِ.سَيّدنَآ.مُحَمّدْ. وَ؏ـَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَـ؏ـِيْن
التوسل لغة : هو التقرب ، ومنه قوله تعالى : ( يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) أي : ما يقربهم إليه ، وينقسم إلى قسمين توسل مشروع وتوسل ممنوع :
فالتوسل المشروع :
هو التقرب إلى الله تعالى بما يحبه ويرضاه من العبادات الواجبة أو المستحبة سواء كانت أقوالاً أو أفعالاً أو اعتقادات وهذا أنواع :
الأول : التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته ، قال تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) فيقدّم العبد بين يدي دعاء الله تعالى الاسم المناسب لمطلوبه كتقدم اسم الرحمن حال طلب الرحمة ، والغفور حال طلب المغفرة ، ونحو ذلك
الثاني : التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والتوحيد ، قال تعالى : ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) .
الثالث : التوسل بالأعمال الصالحة بأن يسأل العبد ربه بأزكى أعماله عنده وأرجاها لديه كالصلاة والصيام وقراءة القرآن ، والعفّة عن المحرّم ونحو ذلك ،
ومن ذلك الحديث المتفق عليه في الصحيحين في قصة الثلاثة نفر الذين دخلوا الغار ، وانطبقت عليهم الصخرة ، فسألوا الله بأرجى أعمالهم ، ومن ذلك أن يتوسّل العبد بفقره إلى الله كما قال الله تعالى عن نبيه أيوب عليه السلام : ( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) أو بظلم العبد نفسه ، وحاجته إلى الله كما قال تعالى عن نبيه يونس عليه السلام : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
وهذا التوسل المشروع يختلف حكمه من نوع إلى آخر ، فمنه ما هو واجب كالتوسل بالأسماء والصفات والتوحيد ، ومنه ما هو مستحب كالتوسل بسائر الأعمال الصالحة .
أما التوسل البدعي الممنوع :
فهو التقرب إلى الله تعالى بما لا يحبه ولا يرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات ، ومن ذلك : التوسل إلى الله بدعاء الموتى أو الغائبين والاستغاثة بهم ونحو ذلك ، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة مناف للتوحيد ، فدعاء الله تعالى سواء كان دعاء مسألة كطلب النفع أو دفع الضر ، أو دعاء عبادة كالذل والانكسار بين يديه سبحانه لا يجوز أن يُتوجه به لغير الله ، وصرفه لغيره شرك في الدعاء
قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ، فبيّن الله تعالى في هذه الآية جزاء من يستكبر عن دعاء الله إما بأن يدعوا غيره أو بأن يترك دعائه جملة وتفصيلاً ، كبْراً وعُجْباً وإن لم يدع غيره ، وقال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ( فأمر الله العباد بدعائه دون غيره ، والله يقول عن أهل النار : ( تالله إن كنا في ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) فكل ما اقتضى تسوية غير الله بالله في العبادة والطاعة فهو شرك به سبحانه ،
وقال تعالى : ( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) . وقال سبحانه : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) فجعل الله تعالى من دعا غيره معه متخذاً إلها من دونه ،
وقال سبحانه : ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرن بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) فبين الله تعالى في هذه الآية أنه هو المستحق للدعاء لأنه المالك المتصرف لا غيره ، وأن تلك المعبودات لا تسمع الدعاء ، فضلاً عن إجابتها للداعي ، ولو قُدِّر أنها سمعت لما استجابت ، لأنها لا تملك نفعا ولا ضرا ، ولا تقدر على شيء من ذلك .
وإنما كفر مشركوا العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم لدعوتهم بسبب هذا الشرك في الدعاء إذ كانوا يدعون الله تعالى مخلصين له الدين في حال الشدة ، ثم يكفرون به في الرخاء والنعمة بدعوة غيره معه سبحانه قال تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )
وقال : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) ، وقال جل وعلا : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتهم ريح عاصف وجاءهم الموت من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين ) .
وشرك بعض الناس اليوم قد زاد على شرك السابقين ، وذلك لأنهم يصرفون أنواعاً من العبادة لغير الله كالدعاء والاستغاثة حتى في وقت الشدة ولا حول ولا قوة إلا بالله ،
نسأل الله السلامة والعافية
***************
اما من كتبهم
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
وبعد هذا كله ياشيعي انتبه ان تتأخذ اي واسطه كما امرك الله وال البيت رضي الله عنهم وايضا علمائك فأن الدعاء هو العباده شاهد معي وتدبر
ونأخذ بعض الشبهات التي يستدلون بها وهي ثلاث روايات مشهوره يحتج بها الرافضة او الصوفية يضنون انها دليلا على التوسل نعرضها ان شاء الله تعالى
حديث صحيح رواه البخاري ، لكن من تأمله وجد أنه دليل على عدم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو غيره؛ وذلك أن التوسل هو اتخاذ وسيلة؛ والوسيلة هي الشيء الموصل إلى المقصود؛ والوسيلة المذكورة في هذا الحديث (نتوسل إليك بنبينا فتسقينا؛ وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) المراد بها التوسل إلى الله تعالى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال الرجل : (يا رسول الله ، هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله يغيثنا
****************
ولأن عمر قال للعباس : (قم يا عباس فادع الله ، فدعا) ، ولو كان هذا من باب التوسل بالجاه لكان عمر رضي الله عنه يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوسل بالعباس؛ لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم عند الله من جاه العباس، وغيره؛ فلو كان هذا الحديث من باب التوسل بالجاه لكان الأجدر بأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، دون جاه العباس بن عبد المطلب .
****************
والحاصل : أن التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى فيه إجابة الدعاء لصلاحه لا بأس به؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم ؛ وكذلك عمر رضي الله عنه توسل بدعاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، فلا بأس إذا رأيت رجلاً صالحاً حرياً بالإجابة لكون طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه حلالاً وكونه معروفاً بالعبادة والتقوى ، لا بأس أن تسأله أن يدعو الله لك بما تحب ، بشرط أن لا يحصل في ذلك غرور لهذا الشخص الذي طلب منه الدعاء ، فإن حصل منه غرور بذلك فإنه لا يحل لك أن تقتله وتهلكه بهذا الطلب منه؛ لأن ذلك يضره.
*****************
كما أنني أيضاً أقول : إن هذا جائز؛ ولكنني لا أحبذه ، وأرى أن الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله، وأن ذلك أقوى في الرجاء، وأقرب إلى الخشية، كما أنني أيضاً أرغب من الإنسان إذا طلب من أخيه الذي ترجى إجابة دعائه أن يدعو له ، أن ينوي بذلك الإحسان إليه - أي إلى هذا الداعي - دون دفع حاجة هذا المدعو له؛ لأنه إذا طلبه من أجل دفع حاجته صار كسؤال المال وشبهه المذموم ، أما إذا قصد بذلك نفع أخيه الداعي بالإحسان إليه - والإحسان إلى المسلم يثاب عليه المرء كما هو معروف - كان هذا أولى وأحسن . والله ولي التوفيق" انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (2/277) .
****************
ولمزيد الفائدة حول حديث توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما ، وبيان أن هذا التوسل كان بدعائه ، لا بجاهه ، انظر كتاب "التوسل" للشيخ الألباني رحمه الله ص (50-68) .
*****************
نأخذ الحديث الثاني وهو حديث الاعمى
شرح العلامة المباركفوري لحديث عثمان بن حنيف الذي يستدلون به على التوسل والاستغاث
*****************
عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم : فقال : ادع الله أن يعافيني قال : (( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك )) قال : فادعه . قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : (( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في ))
*****************
شرح العلامة المباركفوي هذا الحديث شرحا وافيا أتى على كل جوانبه ودلائله قال رحمه الله تعالى :
(( ( إن رجلاً ضرير البصر ) ، أي ضعيف النظر أو أعمى ، قاله القاري . قلت : في رواية النسائي (( أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم )) وفي رواية لأحمد (( إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم قد ذهب بصره )) وللطبراني ، وابن السني (( أتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ( ادع الله أن يعافيني ) ، أي من ضرري في نظري (فقال ) ،
*****************
في الترمذي (( قال )) ، أي بدون الفاء ( إن شئت ) ، أي اخترت الدعاء ( دعوت ) ، أي لك ( وإن شئت ) ، أي أردت الصبر والرضا ( فهو ) ، أي الصبر ( خير لك ) ، فإن الله تعالى قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منهما الجنة ( قال ) ، أي الرجل (فادعه ) بالضمير ، أي ادع الله واسأل العافية ، ويحتمل أن تكون الهاء للسكت
*****************
قال الطيبي : أسند النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء إلى نفسه وكذا طلب الرجل أن يدعو هو صلى الله عليه وسلم ثم أمره صلى الله عليه وسلم أن يدعو هو ، أي الرجل كأنه صلى الله عليه وسلم لم يرتض منه اختياره الدعاء بعد قوله (( الصبر خير لك )) ، ولذلك أمره أن يدعو هو لنفسه ، لكن في جعله شفيعًا له ووسيلة في استجابة الدعاء ما يفهم أنه صلى الله عليه وسلم شريك فيه
*****************
( قال ) ، أي عثمان ( فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ) أي يأتي بكمالاته من سننه وآدابه ، وزاد في رواية أحمد وابن ماجة والحاكم (( ويصلي ركعتين )) وفي رواية للنسائي (( قال ( أي النبي صلى الله عليه وسلم ) فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين )) ( اللهم إني أسالك ) أي أطلب منك حاجتي وقال القاري : أي أطلبك مقصودي ، فالمفعول مقدر ( وأتوجه إليك بنبيك ) الباء للتعدية ، أو المعنى أتوجه إليك بدعاء نبيك وشفاعته( محمد نبي الرحمة ) أي المبعوث رحمة للعالمين ( إني توجهت بك ) ،أي استشفعت بك ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم على طريق الالتفات ،
*****************
، ففي رواية أحمد وابن ماجة (( يا محمد إني قد توجهت بك )) ، وفي رواية لأحمد أيضًا والنسائي والحاكم (( يا محمد إني أتوجه بك )) وفيه إن إحضاره في القلب وتصوره في أثناء الدعاء ، والخطاب معه فيه جائز كإحضاره في أثناء التشهد في ليقضي لي في حاجتي هذه اللهم فشفعه في الصلاة ، والخطاب فيه وسيأتي الكلام فيه وفيه قصر السؤال الذي هو أصل الدعاء على الملك المتعال ولكنه توسل به عليه الصلاة والسلام ، أي بدعائه كما قال عمر : كنا نتوسل إليك بنبيك عليه الصلاة والسلام ، فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد ، ولذا قال في آخره (( اللهم فشفعه في)) إذ شفاعته لا تكون إلا بدعاء ربه وقطعا
*****************
، ولو كان المراد بذاته الشريفة لم يكن لذلك التعقيب معنى ، إذ التوسل بقوله (( بنبيك )) كاف في إفادة هذا المعنى وأيضا قول الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم (( أدع الله تعالى أن يعافيني )) وجوابه عليه الصلاة والسلام له (( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك )) وقول الأعمى ((فادعه )) دليل واضح وبرهان راجح على أن التوسل كان بدعائه لا بنفس ذاته المطهرة عليه الصلاة والسلام ،
*****************
، وقوله (( إني توجهت بك إلى ربي)) قال الطيبي : الباء في (( بك )) للاستعانة ، أي استعنت بدعائك إلى ربي ، وسيأتي مزيد توضيح ذلك إنشاء الله تعالى فانتظر (ليقضي ) بالغيبة أي ربي ، وقيل بالخطاب أي لتوقع القضاء ( لي في حاجتي هذه ) وجعلها مكانا له على طريقة قوله " وأصلح لي في ذريتي " (- 46 : 15) قال الطيبي : إن قلت : ما معنى (( لي )) و (( في )) ؟ قلت : معنى (( لي )) كما في قوله تعالى " رب اشرح لي صدري " (- 20 : 25) أجمل أولا ثم فصل ليكون أوقع في النفس ، ومعنى (( في ))
***************
كما في قول الشاعر :
يجرح في عراقيبها نصلي
أي أوقع القضاء في حاجتي واجعلها مكانا له ، ونظيره قوله تعالى " وأصلح لي في ذريتي " (- 46 : 15) انتهى
شبهة فتح الكوة فوق القبر الشريف
روى الدارمي في سننه ، قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)). سنن الدارمي (1ـ 56
****************
ورواه إبراهيم الحربي "في الغريب" قال: حدثنا ابن أبي الربيع حدثنا عارم ، عن سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال : ((قحط الناس فشكوا إلى عائشة ، فقالت: انظروا إلى قبر النبي صلى الله عليه فاجعلوا منه كوا إلى السماء ، ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت فسمي عام الفتق)). غريب الحديث (3 ـ476)
***************
وهذه الأثر ضعيف جداً لأسباب:
الأول: أن راويه عمرو بن مالك النكري ضعيف بمرة، قال ابن عدي في "الكامل" : منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث سمعت أبا يعلى يقول: عمرو بن مالك النكري: كان ضعيفا. " ثم قال بعد أن ساق له أحاديث: "ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير. اهـ (6ـ1799 )
وقال عنه الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.
**************
الثالث: أبو الجوزاء أوس بن عبد الله ، قال عنه الحافظ في التقريب: ثقة يرسل كثيراً.
*****************
الرابع: أنه موقوف على عائشة وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو صح لم تكن فيه حجة لأنه أمر يحتمل أن يكون من قبيل الرأي والاجتهاد لها رضي الله عنها ، وقول الصحابي ليس بحجة بإجماع أهل العلم.
******************
الخامس: أن أبا النعمان هذا هو محمد بن الفضل يعرف بعارم ، وهو وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره. وقد أورده الحافظ برهان الدين الحلبي في كتابه "الاغتباط بمن رمي بالاختلاط" تبعا لابن الصلاح حيث أورده في المختلطين من كتابه "المقدمة" وقال: (والحكم فيهم أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاط ولا يقبل من أخذ عنهم بعد الاختلاط أو أشكل أمره فلم يدر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده).
******************
قال الشيخ الألباني "رحمه الله": وهذا الأثر لا يدرى هل سمعه الدارمي منه قبل الاختلاط أو بعده فهو إذن غير مقبول فلا يحتج به.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله" في (الرد على البكري): وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح ولا يثبت إسناده ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة بل كان باقيا كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعضه مسقوف وبعضهم مكشوف وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد ولم تزل الحجرة كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد في إمارته لما زاد الحجر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
****************
ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد ثم إنه بني حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينـزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف.
**************
وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين ولو صح ذلك لكان حجة ودليلا على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت ولا يسألون الله به وإنما فتحوا على القبر لتنـزل.
وتغافل عن هذه العلة الغماري في (المصباح - 43) كما تغافل عنها من لم يوفق للإصابة ليوهموا الناس صحة هذا الأثر .
وهناك روايات كثيرة ضعيفه مثل توسل ادم وغيرها من ألاكاذيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.